الأحد، 30 سبتمبر 2012

السيرة الثقافية (1_) .. دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ت: 22247521


دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع
ت: 22247521
souadalsabah@yahoo.com
ssmm37@gmail.com
                       



فـي عام 1988 ولدت "دار سعاد الصباح للنشر" في القاهرة سبقها
قبل عقدين من الزمن فكرة تكونت بصمت في رحم الإبداع . وفي سنوات قليلة تصاعد الحلم إلى أفق الوجود لتعلن عن ولادة " الدار"
كانت الحاجة تشتد يوما اثر يوم إلى ما يملأ فراغ عالم النشر ، و هو ما سعت إليه الدكتورة سعاد محمد الصباح فأنشأت دار تحمل اسمها و هويتها الفكرية و أخذت الدار منذ اللحظة الأولى لبزوغها مسؤوليات جسيمة ليس أولها الانتقاء الفكري ، و لن يكون آخرها رفد الساحة الثقافية بالإبداعات الشبابية ، و ما بين هذه و تلك تلتفت الدار بيقين إلى كافة العلوم الإنسانية عبر لمسة الوفاء التي أضفتها الدكتورة سعاد الصباح على مسيرة الدار.

       كانت "الدار" تمثل تحديا كبيراً ، واستطاعت أن تشمخ بانجازاتها رغم كل الظروف التي ولدت في خضمها . فقد عصفت بالواقع العربي آنذاك تيارات متلاطمة من الأفكار والأهواء والغايات ، واختلط الإحساس الثقافي بالمنفعة السياسية ، و تاه المثقف بيـن أحـلام و طموحات ما لبث أن اكتشف طوباويتها و بأنها أقرب ما تكون إلى الأمنيات منها إلى الواقع 00 وسقطت الأقنعة عن وجوه زعامات في عالم السياسيين أو المثقفين على حد سواء . و في عتي هذه الظروف المتلاطمة كان لا بد للدار من أن تشق طريقها عبر هوية متفردة بخصوصيتها . . هوية موضوعية متزنة غير منحازة إلا إلى الإبداع ، فكان أن حصلت الدار على هذه الهوية من صاحبتها ومؤسستها وآزرها في ذلك نخبة من مثقفي العالم العربي الذين وقفوا باقتدار إلى جانب هذا المشروع التنويري فتشكل مجلس من الأمناء و مجلس استشاري من أصحاب الخبرة والاختصاص الذين دأبوا على وضع الخطط المنهجية و العلمية لمسيرة النشر المراد اتباعها، و تنفذ المطمح الأساسي الذي من أجله قامت الدار .
   
وقد ضمت الأسماء كوكبة لامعة :
الدكتور عبد العزيز حجازي و الدكتور محمد يوسف نجم و الدكتور شاكر مصطفى و الدكتور محي الدين صابر و الدكتور الحبيب الجنحاني و الدكتور سعد الدين ابراهيم وجمال الغيطاني ويوسف القعيد و الدكتور حسن الابراهيم والدكتور عدنان شهاب الدين.
      
       وراحـت الدار تبحر بالمركب الثقافي عبر نشر أمهات الكتب و الحديث منها، و إجراء معادلة متساوية بين هذه الإبداعات القديمة التي تستحق الولادة من جديد ، و بين الإبداعات الجديدة التي تستحق الخلود . فوجدت الكتب القيمة نفسها وقد اصطفت باعتزاز على رفوف المكتبات . و لأجل هذا أعادت الدكتورة سعاد الصباح طباعة مجلة " الرسالة " المصرية البالغ عددها ألفا وعشرين عدداً و التي توقفت عام 1953 ، و كان ذلك عام 1984 في وعي متأصل بأهمية الإبداع التثقيفي و جدوى إحيائه مرة أخرى حيث كانت " الرسالة " تمثل قمة ثقافية وارثاً جديراً لتوارث الأجيال .

       وكانت ثمة طموحات أوسع للدار ، فبادرت من خلال نخبة من المترجمين إلى مد جسور المعرفة مع الآخر و أصبحت هذه الجسور ملتقى عشاق الأدب العالمي .
       كما قامت الدار ـ و لا تزال ـ برفد النهر المعرفي بالمزيد من جداول الإبداعات الشبابية عبر تبني هذه الأقلام وإيصال مدادها إلى كافة القراء .





       إن اهتمام الدار بالنوع الأدبي لا يعني إهمالها للأجناس الفكرية الأخرى لذلك صدرت عن الدار كافة الطروحات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية في منحى شمولي غايته سبر غور الفكر الإنساني . و كان للدار أن تضع شعارها علـى 180 كتابا خلال عام و نصف العام و هي أعلى نسبة إصدارات تحققها دار جديدة . وأدى هذا الكم من النشاط إلى التفات حملة الفكر و الكلمة إلى هذه الدار التي ما لبثت أن مدت وشائج التعاون معهم ما أثمر عن إيجاد حالة ثقافية غير مسبوقة .
      
       و لم تكن الإصدارات هي السمة الوحيدة التي تميز الدار ، فقد كانت مسابقات الإبداع العربي التي سبقت قيام الدار ككيان رسمي أي منذ عام 1988 هي البصمة التي لا تقل رسوخاً في وجدان المبدع العربي عن الإصدارات ، بل تكاد نكون هذه المسابقات تشكل اليوم الواجهة المضيئة التي اصطفت باقتدار إلى جانب ألمع الجوائز العربية التي تقدمها المؤسسات الخاصة .

       و في لمسة وفاء رائعة أطلقت الدكتورة سعاد محمد الصباح على هذه المسابقات اسم زوجها الراحل الشيخ عبد الله المبارك الصباح إلى جانب اسمها ، و صارت المسابقة هذه تمثل نهجا فريدا في تشجيع الإبداع يتم حصر التنافس بين الشباب العربي بمن لا يتجاوز الثلاثين من العمر .

وكانت غاية صاحبة هذه المبادرة تحفيز الأجيال الجديدة على إجراء البحوث والتأليف والدراسات، لتجد الأسماء الشابة طريقها إلى الضوء والشهرة ولتأخذ حقها وتجد من يمد لها يد العون في ساحة مزدحمة بالكبار .





لقد شكلت مسابقات الشيخ عبد الله مبارك الصباح للإبداع العلمي، ومسابقات الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، مضماراً حيوياً للمثقفين والمبدعين في شتى المجالات ليتقدموا بأعمالهم عبر أربع مسابقات علمية وأربع مسابقات فكرية وأدبية تخصص لها جوائز مالية للفائزين الثلاثة الأوائل في كل مسابقة. كما تقوم الدار بطباعة هذه الأعمال وتوزيعها لتعم فائدتها على أوسع شريحة ممكنة هذا إلى جانب ما يحققه صاحب المطبوعة لنفسه من انتشار وتكريم معنوي بعد أن يصل أسمه إلى عالم النشر .

وقد وضعت الدار آلية دقيقة لضمان نزاهة التحكيم وحصول الأفضل على حقه في الفوز، ويتم ذلك عبر عرض الأعمال المقدمة على مجموعة نخبوية من أساتذة الجامعات وكبار النقاد والشعراء مع إغفال أسماء وجنسيات أصحاب المسابقات عن مرحلة التحكيم ليكون النص المقدم هو الفيصل في إطلاق الحكم عليه من قبل المحكّمين المختارين من مختلف أرجاء العالم العربي .

ويقيناً من " دار سعاد الصباح " بأن الإبداع لا يتجزأ، كما لا يمكن اختزاله في نمط إبداعي واحد، فقد كان للأعمال المسرحية حظوة في اهتمامات الدار، حيث ساندت الكثير من النتاجات المسرحية ذات المضمون الفكري الهادف .

وقد أتى هذا التشجيع أكله حيث اشتدت المنافسة بين المبدعين الشباب وأصبح ثمة حافز لديهم على الإنتاج ما أثرى المكتبة العربية بالمزيد من الإبداع الجديد تجاوز الثلاثمائة كتاب يمتاز بأنه العمل الأول لصاحبه .




ولم يقتصر دور الدار على جانب النشر والمسابقات، فقد أخذت على عاتقها ما هو أكثر إلحاحاً في واقع الحياة الثقافية، فحين تلفتت الدار حولها، وجدت أن رأس المال الذي لا ينصب في خدمة الثقافة الانسانية يبقى حالة مصرفية جامدة لا تثمر عن وعي بشري متكامل الأطراف. ومن هذا المنطلق وقفت الدار إلى جانب العديد من المؤسسات الثقافية العربية في مشرق العالم العربي ومغربه وقدمت الدعم الذي من شأنه أن يبقى غصن الثقافة أخضر حين تضن الكف الرسمية عن إيقاظ ما يبس من هذه الأغصان .

وترنو الدار إلى أقصى ما تصل إليه الرؤية المعرفية، فتعمل على دعم أصحاب الكتب المتميزة جامعياً، فهي تمنح جوائز لأفضل كتابين في الآداب وفي العلوم الإنسانية .

وفي لحظة اخلاص للجذور، تقوم الدار بالتعاون مع " مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح " برعاية مسابقة اختيار أفضل كتاب يصدر عن " الخليج العربي " في بريطانيا، ويجري هذا الاحتفال عادة تحت مظلة شبه رسمية تشارك فيها سفارة دولة الكويت في لندن .

وللدار اهتمامات كبيرة بالأجيال، فهي لا تقف عند حدود الإبداع الشبابي، بل ترافق هذه الأجيال منذ بدء خطواتها الأولى على طريق الحياة الثقافية. تقدم الدار ما من شأنه يرتقي بأداء المؤسسات المعنية بثقافة الطفل، ولها في ذلك باع في التعاون مع " الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية " في إعداد البحوث والدراسات المتصلة باختصاصاتها، إلى جانب طباعة عدد كبير من قصص الأطفال والمطبوعات الهادفة التي تصب في معين وعي الأجيال .




في أواخر عام 1991، بدأت الدار تأخذ منحى جديداً باختيارها الانتقال تدريجياً إلى الكويت، وفي مطلع عام 1994 اكتملت هذه الخطوة واستقرت الدار في حضن البلد الذي حملت صاحبة الدار هويته ملامحه وقضاياه، وانتزعت من صدره الأشواك التي أدمته، وشرعت ترد له ولرعيله الأول الوفاء، وشيئاً فشيئاً وسعت الدكتورة سعاد محمد الصباح هذه البادرة فعملت على تكريم شخصيات من شتى أنحاء العالم العربي، فامتدت كلماتها الحانية وصفحات تكريمها إلى المبدعين الأوائل . فأقيمت احتفالات لكل من الأساتذة المبدعين :
عبد العزيز حسين، ابراهيم العريض، نزار قباني، د. ثروت عكاشة،              عبد الله الفيصل وعبد الكريم غلاب وغسان تويني وأصدرت بهذه المناسبات الكتب القيمة والبحوث والدراسات النقدية حول المحتفى به من شأنها أن تثري المكتبة بأدب السيرة الشخصية والإبداعية على أيدي كبار الباحثين والنقاد العرب .

ولم يكن اختيار الدار لهذه الشخصيات المكرمة عبثاً، بل ثمة مبررات فكرية تتخلل مسيرة هذه الشخصيات دفعت الدار لاختيارهم .

فالمبدع الراحل عبد العزيز حسين هو أحد أبرز رواد التنوير في العالم العربي وراعي حملة التربية والتعليم منذ مطلع الستينات في الكويت .

أما الشاعر البحريني المخضرم ابراهيم العريض، فهو يحمل في ذائقته الداخلية أكبر من مفهوم شاعر، بل هو فيلسوف ومترجم له الفضل في تفعيل الحركة الإبداعية بالمجتمع وعدم إبقائها حالة تنظيرية في إطارها الجمالي أو المخملي فقط.




وغني عن التبرير أن يكرم شاعر مثل نزار قباني قاد انقلاباً في حركة الشعر العربي، فأصدرت له الدار مجلدين عام 1998 احتويا على نخبة من الدراسات والشهادات، ولكن يد القدر كانت أسرع من أن تمهل الشاعر كي ينال ما يستحقه من تكريم .

أما الأديب المصري الوزير د. ثروت عكاشة فلم يكن بمنأى عن ذاكرة الدار الوفية للرعيل الأصيل الذي أسس للثقافة في العالم العربي، وليقين الدار بالخدمات السامية التي قدمها د. عكاشة عبر بنائه بنية ثقافية تحتية، أقدمت على تكريمه بما يتسق والإرث الإبداعي الذي خلفه هذا المفكر .

وإذا كانت ذاكرة التاريخ ينتابها أحياناً شيء من الشرود فان سمة الوفاء التي امتازت بها الدار جعلت ذاكرتها مستيقظة على الدوام، لذلك كان الاحتفاء حقاً وليس امتيازاً يمنح للشاعر الأمير عبد الله الفيصل، فكانت احتفالية ثقافية تليق بمسيرة هذا المبدع أقامتها الدار في مدينة "أبها" ثم ما يماثلها في الرباط والقاهرة، وأصدت الدار بهذه المناسبة الكريمة مجلدين تكريميين يليقان بتاريخ صاحب أروع ما جاءت به قريحة شاعر مخضرم .

واستمراراً لنهجها في إيقاظ الاخضرار البهي في سنديان الأمس قامت الدار بتكريم الباحث والأديب المغربي عبد الكريم غلاب في احتفالية دعي إليها كبار مثقفي العالم العربي .
كما قامت الدار بتكريم الصحفي اللبناني الكبير غسان تويني فارس الكلمة وأحد القامات الإعلامية العربية الشامخة.



(كتب التكريم الصادرة عن دار سعاد الصباح)
كلمات التقديم – المساهمون – عناوين المواضيع المنشورة .
          نضع بين ناظريكم قائمة بأسماء كتب التكريم الصادرة عن " الدار " والمقدمات التي مهدت لها وعرفت بها، واسماء الأدباء الأفاضل المساهمين فيها، وعناوين المواضيع المنشورة في هذه الكتب التي اكملت نقصاً كان واضحاً بين رفوف المكتبات العربية .
بعد التصدير الذي وضعته الدكتورة سعاد الصباح للكتاب، كتب الدكتور حسن الإبراهيم مقدمة بعنوان :

·       عبدالعزيز حسين رجل دولة من الطراز الأول
وتوالت الدراسات القيمة في الكتاب فكتب الدكتور سليمان إبراهيم العسكري :  "رحلة في عقل التنوير" والدكتور شاكر مصطفى " عبدالعزيز حسين والحلم العربي " وقدم صدقي خطاب: جوانب من مسيرة علم من أعلام التربية والثقافة " وأورد الدكتور محيي الدين صابر " عبدالعزيز حسين في مسيرة الثقافة العربية " .
ووردت مجموعة قيمة من الشهادات بأقلام كبار الكتاب والمفكرين تدلي بمداد وفائها لتصب في صفحات تشهد للراحل بالحق ، فكتب ثروت اباظة شهادته التي جاءت بعنوان " عبدالعزيز حسين ظاهرة إنسانية . وكتب علي حسن الدباغ " لمحة من ذكريات " وسطر المرحوم حمد عيسى الرجيب كلمته " عبدالعزيز حسين كما عرفته " وأورد الدكتور خليفه الوقيان شهادة بعنوان : انطباعات عن شخصية عظيمة ، وقدمت الدكتورة دلال الزين شهادتها وجاءت بعنوان " عبدالعزيز حسين والمواقف الإنسانية " وكتب زكريا نيل " معه 23 عاماً .. ما أنقطع لنا ود ولا غاض لنا حب " وسطر زهير الكرمي شهادة عنوانها : " عبدالعزيز حسين .. الرجل والمسئول وتحدث الدكتور سليمان حزين عن عبدالرزاق البصير .
" وذكريات أربعين عاماً في خدمة الثقافة العربية ، وسطر الأديب عبدالرزاق البصير شهادة " حول تاريخ الاستاذ عبد العزيز حسين " وكتب عبدالله حسن الجار الله بسجل الأديب شهادته عن " عبدالعزيز حسين معلم الأجيال " وسطر الدكتور عبدالله عبدالدايم شهادة :" عبدالعزيز حسين رائد التربية والثقافة "، وكتب الدكتور عدنان شهاب الدين :" عبدالعزيز حسين والبحث العلمي في الكويت ". وكتبت ليلى العثمان" الامتحان الصعب" وكتب الدكتور محمد الأحمد الرشيد "عبدالعزيز حسين رمز نادر من رموز الثقافة العربية " وسجل الدكتور محمد حابر الأنصاري : "تكريم الاستحقاق" وكتب الدكتور محمد الرميحي "عبدالعزيز حسين كما عرفته" وقدم محمد المزاني: "شهادة لعبدالعزيز حسين"، وقال عنه "محمد الميلي: "مفكر عملاق من الكويت وراع للثقافة العربية "، وكتب الدكتور محمد يوسف نجم "تحية إجلال وتقدير لحادي قافلة التنوير" واختتم الشهادات الدكتور منصور الحازمي بشهادة "عبدالعزيز حسين الرجل والإنسان"
كلمة الدكتورة سعادة الصباح عن عبدالعزيز حسين :
في تاريخ الشعوب أيام محفورة في الذاكرة في الذاكرة .
وفي تاريخها أيضا أسماء خالدة في ذاكراتها لا تغيب .
من هؤلاء بقى ويبقى اسم استاذنا عبدالعزيز حسين الذي عرفته أجيال أربعة استاذاً ومدير معارف ودبلوماسياً ووزيراً، وفي كل المناصب التي سعت إليه لم يتبدل في الأستاذ عبدالعزيز حسين ما تعرفه فيه من المعرفة التي تزداد دوماً ومن المحكمة التي تتألف وتتناظم .
كنت طالبة في المرحلة المتوسطة عندما كان استاذ الكويت عبدالعزيز حسين مديراً للمعارف. ومن خلال الشهادة المتوسطة التي كادت تعديل في حساب تلك الحقبة ما تعنية الشهادة الجامعية اليوم فيوقعها رئيس مجلس الأعلى الشيخ عبدالله المبارك الصباح، تقديراً لأهميتها، كانت بداية حياتي الجديدة سؤالاً وجواباً بينه وبين أستاذنا الكبير .
بعدها بدأت أعرف ما الذي يعنيه الأستاذ عبدالعزيز لأهل الكويت، إذا كان اسمه يتردد في امسياتنا وكان الشيخ عبدالله المبارك هو صاحب الحديث الذي يعطي صاحب المعارف قدره ويرى فيه صورة المواطن الصلب الذي لا تخضع آراؤه لغير قناعاته. لقد عرفنا في أستاذنا الكريم صفات الاقتدار والتروي والبحث عن الحقيقة ، ثم الوقوف إلى جانبها أياً كانت الحسابات والظروف، وكان زوجي شديد الإعجاب بصاحبنا، ولو خالفه الرأي أو اعترض على ما يبدي، فتكونت في ضميري صورة فارس الموقف وفارس المعرفة على جميع الأصعدة : محلية أو خليجية أو عربية أو دولية. حكمته كانت أكبر من عمره وصيته أقل من حقيقته ، على جلال ذلك في وطنه الصغير وفي آفاق العالم العربي .

قليلون في تاريخ الشعوب من يلقون مثل هذا الإجماع، دون عداوة ودون غرض . ولقد بقيت للأستاذ عبدالعزيز حسين هذه الهالة التي استحق وستبقى العمر كله ويكفيه ويغنيه عن كل أشكال الأرصدة وأسباب الجاه الأخرى .

لقد تعلمت الحرف في مدرسة كانت جزءاً من بناء هندسي هرمه عبدالعزيز حسين وأختار كتبه عبدالعزيز حسين وعندما رحنا نتقدم في عمرنا كان اسم الاستاذ عبدالعزيز يكبر في عيوننا وفي ضمائرنا حتى تحول إلى رمز للقاء العقل ولطهارة الضمير. ولذلك لم يكن هناك خيار أو سؤال حين دعوت إلى تكريم الرجل الذي تدين له بأولى لبنات التعليم، وتدين له الكويت بعطاء لم يتوقف في ميادين المعرفة السياسية. واليوم إذا تقدم خطوة واحدة لأداء بعض الواجب والقليل نحو الاحتفاء بصاحب المعارف، استاذ الأجيال، فإنما أفعل وفاء للقيم التي انزرعت في النفس، واجلالاً لرجل يستحق منا جمعياً أن تقف في حضرته شاكرين وحامدين لله عز وجل أنه كان معنا وأنه باقً معنا وأننا في ذاكرة الأجيال نحفر اسمه بالإكبار قائلين :
شكراً لكل ما أعطيت .. شكراً يا عبدالعزيز حسين من أجيال التلامذة التي لا تنسى .




·            كتاب " إبراهيم العريض وإشعاع البحرين الثقافي
أشرف على تحرير الكتاب الدكتور محمد حابر الأنصاري وحرره منصور محمد سرحان، وتصدر الكتاب كلمة للدكتورة سعاد الصباح تلاها تقديم بقلم المشرف على تحرير الكتاب الدكتور الأنصاري. وقسم الكتاب غلى عدة فصول :
الفصل الأول جاء تحت عنوان: "العريض كما عرفته" وفيه سجل نخبة من الكتاب شهاداتهم بحق هذا المبدع وهم: أحمد آل خليفه وتقى الدين محمد البحارنه والدكتورة ثريا العريض (ابنة المحتفى به) والدكتور جليل العريض (ابنه) وحسن الجشي والدكتور سامي حنا وعبدالرزاق البصير والدكتور عبدالسلام المسدّي وعبدالله الشيخ والدكتور علوي الهاشم والدكتور عازي القصيبي ويوسف الشيراوي رحمة الله تعالى.
الفصل الثاني جاء بعنوان: إبراهيم العريض،" سيرة حياة ورسالة كلمة " وفي هذا الفصل كتب الدكتور محمد جابر الأنصاري : ذلك الاندماج الفريد بين (العربي) و(الإنسان) .
الفصل الثالث: ورد تحت عنوان: "مهمة النقد الأدبي" وهي مقالة بقلم المحتفى به كان نشرها في مجلة الأديب اللبنانية عام 1953 .
الفصل الرابع أعده عبد الحميد المحادين بعنوان: "أدب العريض في مرآة النقادة العرب" وفي هذا الباب يورد المحادين آراء نقدية على درجة من الأهمية سطرت بحق المحتفى به في شتى المطبوعات العربية ثم ينتقل إلى استعراض فصائد قيلت فيه للشعراء: محمد على الحوماتي وعبدالقادر رشيد الناصري وسليم عبدالرؤوف وعبدالرحمن المعاودة .
الفصل الخامس جاء بعنوان: " مراسلات العريض الأدبية والصور والوثائق" أعدها للنشر منصور محمد سرحان .


الفصل السادس ورد تحت عنوان: " العريض في التأليف المسرحي " بقلم الدكتور محمد الخزاعي .
الفصل السابع استعرض بنجاح "ببلوغرافيا" العريض ليكتمل جني ثمرات هذا العمل الناجح بما يستحقه رجل فكر ناضج .

كلمة الدكتورة سعاد الصباح التي قالتها بحق إبراهيم العريض :
عبر التاريخ القديم عُرفت البحرين بأرض دلمون فيما يكاد اللؤلؤ المبهر يصبح تاجها وعنوانها .
وفي تقديم الزمن سبقت البحرين كل جيرانها بالإقبال على الحرف علماً فإذا بها تكاد تخلو من الجهل خلوها من ترف الحياة التي أصاب سواها وغيّر في الشخصية العامة لمنطقة بأسرها. نفرت البحرين عنها وحيدة تتابع مسيرة البناء، وتجهد في سعيها لحياة افضل، ولكن وسط كل المغيرات احتفظت البحرين برأسها فوق الماء وفوف النفط وظلت تقول أنها تملك مخزوناً من حضارة ورصيداً من الثقافة يجعلها لؤلؤة مشرقة في جبين خليجها العربي. وهذا صحيح .
فمنذ صغرنا ونحن نعرف أن للبحرين في نادي الإبداع الثقافي كرسي صدارة ونعرف أن من أجيالها تبدأ الكلمة الخليجية العربية وتتعدد المنابر الثقافية، وإذا كان أمراؤها عبر التاريخ قد أرسلوا هداياهم نخيلاً من لؤلؤ. فإن أغنى وأثمن ما تهديه لنا البحرين كان وسيبقى قلادات الشعر العربي، على اختلاف بحورة وانغامه وصيغه. وفي هذا المضمار أهدتنا البحرين أغلى درها: شاعراً غير مسبوق في عطائه، واستاذاً في فنه، وحقيقاً لجزيل المعاني ورائع الصور .
لقد عرفنا استاذنا الجليل ونحن في مطلع الأيام، كما تتعرف الزهور على الندى، فإذا بالشعر البحريني يجسد في انسانيته ارفى المشاعر وأنبل الرؤى وأجمل الصور. لذلك لم يكن صعباً علينا الاختيار حين قررنا أن نحتفي بالرائـد الشعري، بالمعلم في أصالة الكلمة، استاذنا ابراهيم العريض وقد حمل على كتفيه


أكثر من خمسين عاماً من الشعر يطلقه ليعرف العالم البحرين ليست نخيلاً وماءً عذباً وبحراً وجزر حب فقط، بل هي الشعر أولاً، وهي شاعرنا إبراهيم العريض في محرابه مبدعاً .
أقف في هذه اللحظة التي نكتب فيها، مسهمين في تكريمه، وفي الاحتفاء به رائداً من رواد الثقافة العربية المعاصر، اقف والخوف في الجنبات من أن نكون مقصرين في أيفاء شاعرنا الكبير حفه، واننا لكذلك ، فهذا السفر الذي يضم رفات  جناح محبيه لا يفيه حقه على الشعر وعلى الوطن الذي أنجيب، وعلى الذاكرة التي حفر سامه فيها خالداً .
ولكن لعل في هذا الكتاب بعضاً من الوفاء، يشهد لصاحبه الكبير بأنه مستحق الكثير قبله وبعده، إننا في مسيرتنا الثقافية المتواضعة التي أرست اول قاعدة عربيه لتكريم الرواد الكبار الأحياء، تنشد ونحلم أن نكون بذلك قد فتحنا الطريق، وما اوسعها، لبناء نهج جديد في عالم الثقافة العربية، نهج يقول لمن أعطي : شكراً فقد بذلت، وشكراً فقد رسمت معالم الطريق، ونحن هنا على هديها نسعد بكلمة حلق وبصرخة وفاء ما أحوجنا إليه قيمة عليا في مسارنا وفي تعاملنا الحياتي الصعب .
شكراً لك يا كبير الشعر لما اعطيت وشكراً لم إذ تفتح هذا السفر لتجد أمامك قلوباً جمعت دم الوريد لتكتب لك وعنك بكل هذا الحب وبكل هذا الإكبار .











·       كتاب " شاعر لكل الأجيال " ... في تكريم نزار قباني
أشرف على هذا الكتاب الضخم والقيم الدكتورة سعاد الصباح والتي سطرت المقدمة ايضاً تحت عنوان يحمل اسم الكتاب نفسه الذي جاء في جزأين .
وتلا  المقدمة مقالان يحملان خصوصية منفردة بعاطفتها: الأول جاء بقلم شقيق الراحل الدكتور صباح قباني والثاني كتبته ابنة "شاعر الأجيال" هدباء قباني كتمهيد آخر للكتاب الذي شكلت لأجله لجنه استشارية مكونة من الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور سهيل ادريس والدكتور محي الدين صبحي، وأعده تحريرياً : الدكتور محمد يوسف نجم ، ليتولى مسؤولية المدير التنفيذي محمد خالد طاهر القطمة .
وافرد الكتاب سطوراً مخمة لنخبة من النقاد الكتاب والشعراء وهم : شوقي بزيع وقدم موضوعاً بعنوان " أحتفالية الجسد وشاعرية الحواس " ودراسة للراحل جبرا خليل حبرا : نزار قباني الحب معاصراً ، الحب خارج الزمن وكتبت د . سلمى خضراْ الجيوسي : نزار قباني ودوره في تاريخنا الأدبي وكتب الدكتور عبدالكريم حسن : " متى يعلنون وفاة العرب " وهو عنوان قصيدة للراجل . وكتب الدكتور شريل داغر : نزار قباني أو ( إقتصاد ) الشعر " وكتب فيصل الدراج : " نزار قباني وريادة الشعر العربي الحديث " وكتب فؤاد دوارة : " نزار قباني شاعر النهود " ، وكتب الدكتور محي الدين صبحي " " بنية الشعر ، وبنية الشعور " ، وكتب الدكتور نذير العظمة : نزار قباني وتحولات الجسد " ، وكتب الدكتور شكري محمد العياد : " نزار قباني ولعبة اللغة " ، وكتب الدكتور محمد الغزي : في شعرية الغواية " ، وكتب الدكتورة أمينه غصن : " نزار قباني والبحر الأبيض المتوسط والأميرة المائية بيروت " وكتب الدكتور صلاح الفضل " تمثيل الخطاب



القومي في شعر نزار قباني " ، وكتب الراحل الدكتور عبدالقادر قط : " الحب والمرأة في شعر نزار: الرؤية والفن " وكتب الدكتور عبدالسلام المسدّي : الصورة الفنية في شعر نزار قباني ومكوناتها الاسلوبية واللسانية " ، وكتب الدكتور عبدالعزيز المقالح : " نزار قباني وشعرية المؤخز بالكلمات " ، وكتب الدكتور بدرومارتينثمنتايث " الموضوع الاسباني في شعر نزال قباني " ، وكتب الدكتور خريستو نحم : " التطهير المأساوي في شعر نزار السياسي " وكتب منصف الوهايبي : " شعر نزار قباني : قرابة الأذن " وكتب البروفيسور الدكتور : " ستيفان وايلد " writing with a knife  " وكتب الدكتور فكتور سحاب : " الأغنية في شعر نزار قباني " وكتب كمال النجمي : نزارفي قصائده المغناه " .
وتحت باب : شهادات اهل الصناعة وردت شهادة بقلم : محمد عبدالوهاب بعنوان : نزار قباني رسام بالكلمات وتوالت الشهادات .. نجاة الصغيرة كتبت : " رسالة بدم المحبة " وماجدة الرومي : " ضيفه على شعره " وحلمي بكر : " ما أحلى الرجوع إليه " ومحمد سلطان كوني فتكون " ، ومجدي العمروسي : " شهادة حق للتاريخ " وإحسان المنذر : " تجربتي مع نزار " .
وتحت عنوان : " عطر الأصدقاء " شهادة للدكتور سهيل إدريس بعنوان : شهادة في نزار " ، وعبدالله الجفري " نزار ... النشيد الوجداني لخفقتنا " وفاروق جويدة : " نزار قباني .. بركان في قلب شاعر " والقمر الأخضر " كتبه أنسى الحاج ، ومنصر الحازمي كتب : " نزار شاعر الجماهير " وكتب لامع الحر : "المتمرد " وجهاز الخازن : " نزار قباني وأنا " وفؤاد الخش : " في صحبة نزار " والياس ربابي : " نزار الشاعر الفنان " وسيف الرحبي : " اكتشاف نزار قباني " ، وياسين رفاعية :" نزار قباني خمسون عاماً من التآلف الشعري " وعبدالرحمن رفيع : " ذكرياتنزارية " ، وغادة السمان : " رأي سابق في نزار " وفاروق شوشه : نزار قباني عصر من الشعر " ، ومحيي الدين صابر : " الشاعر المجدد وعبدالإله عبدالقادر : " نزار قباني " ومنير العجلاني : " أن تبقى كما كنت طفلاً يصور


ويعني ويعشق " . ولحظات قصار في عمر طويل " كتبها عبدالسلام العجيلي ، وكتب إبراهيم العريض : " على مشارف الألفية الثالثة ود . ثريا إبراهيم العريض : " ذلك الاسم مفرداً " ، وسمير عطااللـه : غار وياسمين " ، وعبدالغني العطري : " نزار ... رفيق الدرب وصديق العمر " ، ومدحت عكاش : نزار وسطلان بن علي العويس : " وحدة ظل متوجاً بالشعر وسليمان العيسى كما تترقرق مياه بردي" ، وأحمد إبراهيم الفقيه : " نزار قباني ... الشاعر والقضية ، وغازي القصيبي : " نزارية صغيرة لنزار " ، ومحمد خالد طاهر القطمه : " شهادة حب " ، وقمر كيلاني : " دمشقيات : نزار قباني " نزار ايها الحب يا عاشقاً أبدياً لدمشق الحب علمنا كيف نحب " ، وأحلام مستغانمي : " يذهب دائماً صوب القلب " ، وشاكر مصطفى : " خمسون سنة من شعر الشعر والبقية تأتي " ، وجميل مطر : " ذكريات صينية " والراحل عبدالرحمن منيف : " شاهد عصر " وسليم نصار : " نزار قباني الطيب والإرهابي " ، وعرفان نظام الدين : " نزار قباني كما عرفته " .
" ونافذة على الشمس " كتبتها هدي النعماني وسعدي يوسف كتب :" دارة نزار " كما نشر الكتاب ببيان من مجلس أمناء مؤسسة سطلان بن علي العويس الثقافية حول منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للعام 1992 – 1993 للشاعر نزار قباني .
هذا العمل الحيوي الهام والذي يعد من أهم روافد المكتبة الشعرية العربية في العصر الحديث ، أختتم بما كتبه محمد يوسف نجم : في صحبة أل القباني ، حكاية حي بلا نهاية " .





وفي ما يلي الكلمة التي تصدرت الكتاب للدكتورة سعاد الصباح :
شاعرً لكلّ الأجيال
لا يزال نزار قباني يعمّر جمهوريته الشعرية على امتداد الوطن العربي منذ خمسين عاماً حتى صارت جمهوريته أشهر من جمهورية أفلاطون .
لم يترك بيتاً لم يدخُله ..
ولم يترك طفلاً لم يلعب معه ..
لوم يترك حديقةً لم يجلس تحت أشجارها ..
ولم يترك عاشقاً إلا احتضنه ..
ولا عاشقة إلا أهداها ديواناً من شعره .. وعلمها كيف تكشف الأنوثة ..
نزار قباني لم يكن شاعراً عابراً في حياتنا ، بل كان خلاصة أيامنا ..
ولعلي لا أغالي إذا قلت ان نزاراً هو الشاعر المبثوث على كل الموجات في سماوات الوطن العربي ، وهو مثل ابي الطيب المتنبي ، ملأ الدنيا ، وشعل الناس ،، ولا يزال يشغلهم حتى الأن .
إنه الشاعر الذي ترك بصماته واضحة على ثلاثي أجيال متعاقبة . وكان ، عن جدارة ، وجدان العرب وضميرهم والناطق الرسمي بلسان من لا لسان لهم .
إن شاعر كل الفصول ..
فمع قمر الصيف يأتي ..
ومع رائحة دمشق يأتي ..
ومع سيمفونية الأمطار يأتي ..
ومع التماعات البرق يأتي ..
ومع حزن الصواري يأتي ..
ومع بكاء الوطن يبكي .. ومع نزيفه ينزف ..
وفي الأعراس الشعبية يجلس مع الناس على الأرض ويتقاسم معهم أرغفة الخبز .. وأرغفة الحرية ..
***

منذ بداياته قرر نزار قباني أن يؤمم الشعر .. ويجعله خبزاً للجميع ..
ودون مبالغة أقول إن هذا الفتى الدمشقي استطاع أن يصنع من الشعر عباءة من القصب ، ومنذ خمسين عاماً ونحن نلبس لغته الجميلة ، ونكتسي بحرير مفرداته .
***

ولأن نزاراً كان يريد أن يصل إلى كل الناس ، كبارهم وصغارهم ، رجالهم ونسائهم ، مثقفيهم وأنصاف مثقفيهم ، اغنياتهم ومحروميهم ... قرر أن يخترع لغته .. لغة بإمكانها أن تصل إلى كل إنسان عربي ، بصرف النظر عن وضعه الاجتماعي ، او الاقتصادي ، أو الثقافي ..
الشعر على يد نزار قباين ، صار للجميع ..
وهكذا كسر نزار قباني حاجز اللغة بين الشعر وبين الناس وجعل من القصيدة حديقة عامة بداخلها الناس بلا تذاكر ودخول على يد نزار قباني اصبحت مساحة الجمال أكبر من مساحة القبح ،، وسماحة الحرية أكبر من مساحة الاستبعاد .. ومساحة الحب  أكبر من مساحة الكراهية ..

على يد نزار قباني صار بإمكان المرأة أن تقرأ شعراً دون أن تدخل سجن النساء .. على يدن نزار قباني صار الشارع العربي أكثر شجاعة في مواجهة المتخاذلين والمهرولين .. صار شعر نزار في هذه الأيام ضرورة قومية ، بعد أن كان في الخمسينات ضرورة جمالية ...

ففي كل مواجهة سياسية أو قومية ، أو نضالية ، تكون قصائد نزار قباني على خطوط الدفاع الأمامية ..





نزار موجود في كل مكان على خارطتنا النفسية ..

لعيون المرأة يوم ... ولعيون الوطن ستة أيام ... لرائحة المرأة شهر .. ولرائحة الشهداء كل شهور السنة ... ولشفاه النساء قصيدة ... وجراح الشهداء ألف قصيدة ...

إن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع لتشعر بالكبرياء والفخر حين تكرّم شاعراً عربياً صار أكبر من تكريمه .. وتحتفي بمبدع استثنائي في حياتنا الثقافية .
وستبقى هذه الدار وفيّة للروّاد الأوائل الذين جعلوا حياتنا أكثر اخضرارا ، وأحاسيسنا أكثر شفافية ، وحضارتنا أكثر تحضراً .
شكرا لكل الأصدقاء من الشعراء ، والاساتذة ، والباحثين ، والمثقفين الذين كتبوا أعمق الدراسات وأجمل الشهادات في هذا الكتاب الوثائقي الذي سيصدر في ذكرى يوبيلك الذهبي ...













·                                                              كتاب : وردة في عروة الفارس النبيل ( تكريم الدكتور ثروت عكاشه )
جاء هذا الكتاب تتويجا لحفل تكريمي يليق بمكانة هذا الرجل وقدم الرجل وقدم الكتاب الدكتورة سعاد الصباح التي أشرفت على الكتاب وتولى المدير التنفيذي فيه محمد خالد طاهر القطمة .

بعد المقدمة التي جاءت بعنوان : " البندقية والريشة " للدكتورة سعاد الصباح ، كتب الدكتور ناصر الدين الاسد : " ذكريات وخواطر " والدكتور أحمد ابو زيد :" مصر التي في خاطرة " والدكتور عبدالقادر القط :" نقل أعمال جبران خليل جبران إلى العربية " والدكتور أحمد عكاشه :" الإدراك المتكامل للتنوير الثفافي "، وحسين بيكار :" مايسترو ثقافة العين والأذن "، و " وردة في عروة الفارس النبيل " للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي ، وكتب الدكتور عفيف بهنسي : " العلامة ثروت عكاشه والفن الإسلامي " والدكتور غالي شكري : " مشروع ثروت عكاشه "  واللواء جمال حماد : " ثروت عكاشه عسكرياً " والسفير صلا بسيوني : ثورت عكاشة دبلوماسياً " والدكتور جمال مختار : " تراث ليس للبيع " ، وكريستيان ديروشنوبلكور : " إلى ثروت عكاشه والدكتور مصطفى سويف : مدعواً للمشاركة في إنشاء أكاديمية الفنون " والدكتور محمد طه حسين : " ثروت عكاشه : تنوع الإنجاز واستنارة الفكر " ، والدكتور على رضوان : " الفن المصري القديم كما تأمله وتمعنه وتذوقه د . ثروت عكاشه " ، والدكتور أحمد عثمان : " من العصر الكلاسيكي إلى عتبات النهضة " ، والدكتور طارق على حسن : " بين الثقافة والأوبرا" ، والدكتورة ماجدة صالح : " بالية لمصر " ويوسف السيسي : " طموح الاستماع الراقي " ، وأحمد لطفي : " الفن السابع رافداً من روافد الثفافة " وجون فيني : " عاشق للفكر الإنساني وصاحب رؤية ثقافية كونية " ، وحازم هاشم : " معه بالقرب الحميم " وثروت عكاشه راعياً للمسرح كتبه الفرد فرج بينما كتب



جمال الغيطاني : في حضرة ثروت عكاشه والدكتور فاروق عسكر : إثران إسلاميان مصوران : مقامات الحريري ومعراج نامة ومختار السويفي : " مصر في عيون الغرباء ومحمد إبراهيم أبو سنه : تجليات شعرية في الترجمة العربية لأعمال أو قيد الكبرى : " فن الهوى " و " مسخ الكتابة " . وأفراد الكتاب ملزمة خاصة لرسومات فنان الكاريكاتير المصري جورج بهجوري ، وكتب خيري شلبي :" المسؤول والدكتور محمد المهدي : " لمحات ودلالات في مسيرة ثروت عكاشه والدكتور محمد فتحي عبدالهادي : " العطاء الفكري .. دراسة ببليوجرافيه ، وفي باب ذكريات ورؤى : كتب أبنه الدكتور محمد ثروت عكاشه : " أب والوطن " ومحمد أحمد السويدي  : كما عرفته " ورينيه ويج : " المدافع عن الحضارات والفنون "، ورينيه ماهيو : " منقذ التراث الاسلامي " وجان فيليب لاوير : بصمة في الآثار والفنون " ، وسامي خشبه : القراءة في أشواق البشر " ، والدكتور مفيد شهاب : " جامعة القاهرة ترحب بثروت عكاشه ، وأيدون ادوارد ز : توت غنخ امون يسهم في إنقاذ أثار النوبة ، وعز الدين اسماعيل والدكتور هشام الشريف : اسطوانة عكاشه الضوئية والدكتور نعمان أحمد فؤاد : " حين تعلو أقدام الرجال " والدكتورة كارى بوري : " المؤمن بتعاون الشعوب " وعبدالهادي بكار : تسع سنوات خصيبة مع مثقف استثنائي " ، وكتب طارق حجي : " شرفت به الدكتوراه الفخرية ، وفدريكو مايور : " عزيمة فولاذية قادرة على تحريك الجبال " ، والدكتور مفيد شهاب : ثروت عكاشة عميد الثقافة المصرية . وأورد الكتاب باباً بعنوان " قالوا عن كتب ثروت عكاشه " مع صور وثائقية على درجة عالية من الأهمية ومناسبات أخرى تؤرخ لمسيرة " الفارس النبيل " ثروت عكاشه .





وفي ما يلي الكلمة التي سجلتها الدكتورة سعاد الصباح في مقدمة الكتاب :
البندقية والريشة
كثيرة هي اسماء العسكريين التي تحفظها الكتب تخليداً لأعمالهم في ميادين القتال على اختلاف فنونه من الاستراتيجية إلى ادوات الحرب ومعاركها المتميزة بخصوصية العبقرية في المواجهة والحسم العسكري ، بل ان تاريخ الحروب يبدو في حقبات وكأنه تاريخ العالم نظراً لما حفلت به الأرض من نشاط السلاح وتصادم الجيوش وهدر ملايين الأرواح ودماء المدن وزرع التخلف الحضاري في أرجاء المعمورة لآماد طوال .
والتاريخ العسكري يحفظ للعديد من رجالاته سجلاً سياسياً ، إذا أن الكثيرين من هؤلاء قد خلعوا البزّات العسكرية  ليتحولوا إلي رؤساء دول راوحت أعمالهم بين البطش وبين البناء ، وأخفق معظمهم في أداء الواجب السياسي – المدني وقلة منهم هي التي تمكنت من تحقيق إنجاز ما ، في ميرة أوطانهم المدنية .
لكن هذا التاريخ للعسكريين ، فلما يحفظ لنا درواً ثقافياً لواحد من ضباطه المتقدمين في علوم الحرب ، ونحن اليوم ، في مواجهة المعادلة التي حققها واحد من رواد حركة التنوير الثقافي في عالمنا العربي ، الدكتور ثروت عكاشه ، ولعل بواكير الاهتمام الثقافي في حياته تؤشر ومنذ العام 1951 على التوجه العميق لهذه الشخصية المتميّزة ، إذ أنه في ذلك العام وضع اللبنة الأولى لمستقبل اهتمامه حين فاز بالجائزة الأولى في مسابقة القوات المسلحة للبحوث والدراسات العسكرية . إذن فالبحث والدراسة والتأليف هي المحور الذي كان يشغل خريج كلية أركان الحرب الذي حمل دبلوم الصحافة ثم شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة " السوريون " الفرنسية العريقة عام 1960 ورغم تقبله في العديد من المناصب العسكرية والسياسية أى أنه منذ العام 1958 اتجه إلى الشأن الثقافي وزيراً ثم استاذاً زائراً بـ " الكوليج دي فرانس " بباريس لمادة تاريخ الفن ، وبعدها زميلاً مراسلاً للأكاديمية البريطانية الملكية .
لقد أخذ تاريخ الفن يتسّيد اهتماماته والحفاظ على التراث يتقدم همومه الثقافية ، لذلك تجد أمامنا وزيراً للثقافة يبادر لإنجاز مشروع إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبو سمبل ومعبد فيله ، والتي كان مشروع السد العالي ، على عظمته الاقتصادية والاجتماعية ، يشكل خطراً عليها ، مما أوجب العمل لإنقاذها ، وهذا ما تحقق بفضل الجهد المثابر للرجل الذي أخترنا التشرف بتكريمه هذا العام ، ولو لم تكن للدكتور ثروت عكاشه غير هذه المأثرة المؤرخة لكان يكفيه مجداً ولكنه ليس بالقانع هو إذ يشهد له تاريخ الثقافة في مصر العزيزة بالمبادرة لإنشاء معاهد السينما والمسرح وبالبالية والكونسرفاتوار ، وتشييد دار الكتب والوثائق القومية وقصور الثقافة وفريقي الأوبرا والباليه .
هذا عدا العشرات من المشروعات الثقافية التي حملت بصمة " العسكري " المثقف والمأخوذ بمشروعه الثقافي في مجرى تاريخ الأثار وخلق الجديد من معالمها . وقد ذاع صيته في ميدان العناية بالأثار فتم اختياره نائباً لرئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة فينيسيا وتراثها ( 1969- 1978 ) وحصل لجهوده الكبيرة على الميدالية الفضية لليونسكو تتويجاً لما أداه من عمل خلاق في إنقاذ معبدي أبو سمبل وأثار النوبة ، ثم كانت له الميدالية الذهبية من اليونسكو لجهوده المثمرةإنقاذا لمعبد فيله . وقد ثمنّت فرنسا عالياً جهوده هذه فمنحته وسام " جوقة الشرف العام 1969 " .
       ولم تشغله كل هذه المهام على جلالها ، عن الانصراف إلى التأليف والترجمة والتحقيق ـ فإذا باسمه علمّ على ثلاثة وخمسين عنوانا َ في مختلف مجالات الادب والتراث والفلسفة والفنون والآثار . ويجدر بمن يقرأ في سيرة رائدنا الجليل التنّبه إلى أنه ، وهو المولود في العام 1921 ، لم يتوقف عن العطاء ولم ينقطع عن الإبداع ، أمد الله في عمره ، وأبقاه مشعل ضوء تستنير به أجيال الطالعين وتسعد به أمة اعطت العالم الحرف وعلّمت الدنيا بدايات التعبير الإنساني بالكلمة وبالصورة الساحرة سمات وألواناً .



       اليوم ، ونحن نحتفي برائد مبرز من رواد حياتنا الثقافية أقف بإجلال أما الاستاذ الدكتور والفنان ثروت عكاشه ، راجية أن يقبل مني هذا التكريم ، تحية عرفان ووفاء لما ادّى ولما سوف يؤدي من أجل وطن أكثر ثقافة وعطاء وبقاء في جبهة الزمن وصدر التاريخ .



·                                                                                                كتاب : الشاعر عبدالله الفيصل بين مشاعر الحرمان وغربة الروح
أشرف على هذا الكتاب التوثيقي المهم الدكتور سعاد الصباح وأعده وحرره الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني وتولى إدارة العمل التنفيذي فيه محمد خالد طاهر القطمة ، وجاء الكتاب في جزأين ، وشاركت فيه لجنة استشارية من النخبة الفكرية وهم : الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني رئساً وعضوية الدكتور منصور الحازمي والدكتور محمد بن مرسي الحارثي والدكتور عاصم حمدان والدكتور عبدالله المعيقل ، ومنسق اللجنة أحمد عيد الحربي وكان العمل بإشراف وتحرير الدكتور محمد يوسف نجم .

بعد المقدمة التي كتبتها الدكتورة سعاد محمد الصباح كتب الأمير خالد الفيصل مقاله بعنوان : " أخي عبدالله الفيصل " ، ليأتي بعد ذلك التصدير الذي كتبه الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني ، ثم سيرة تعدد المىثر العظيمة للشاعر الفيصل ، ثم كتب عبدالرزاق سليمان أبو داود : " الأمير عبدالله الفيصل والقيادة الإنسانية التربوية " .
وتحت عنوان مع ا لنقاد كتب الدكتور عز الدين اسماعيل : " بين رؤية العالم ووعي الذات قراءة في شعر عبدالله الفيصل " والدكتور لمياء باعشن ثنائية التضاد وشمولية التكامل في شعر عبدالله الفيصل : دارسة اسلوبيه والدكتور يوسف بكار : الشاعر المير بين خصوصية الذات ونفوذ الأخرين " ، والدكتور إدريس بلمليح : " الذات الإبداعية في ثورة الشك " ، والدكتورة لويزا عبدالسلام يولبرس: " جدلية الحضور والغياب في شعر عبدالله الفيصل " والدكتور محمد بن مرسي الحارثي : تشكيلات إبلاغية في شعر عبدالله الفيصل " ، والدكتور عبدالله بن محمد الحميّد : " التجربة الإبداعية في الشعر الشعبي للأمير الشاعر عبد الله الفيصل " ، والدكتور محمد الدناي : " رحلة القوافي في شعر الامير عبدالله الفيصل : فضاء الديوان وفضاء القصيدة " ، والدكتور محمد جبر الريداوي : " الحس الإنساني والجمالي في شعر الأمير عبدالله الفيصل " .
والدكتور حامد بن صالح بن خلف الربيعي : " الملفوظ الشعري والمنطوق النفسي في ( وحي الحرمان ) " ومردوك الشامي : النص وصاحبه : قراءة في شعر عبدالله الفيصل " والدكتور بكري شيخ أمين : " الصورة الفنية في شعر الأمير عبدالله الفيصل " ، والدكتور نزار العاني : " فلسفة الحب وإشكالية العشق في شعر عبدالله الفيصل " ، والدكتور نزير العظمة :" الظمأ والسراب : دراسة في شخصية الأمير عبدالله الفيصل الشعرية " ، والدكتور خليل أحمد عمايرة : " ظاهرة الحرمان في إبداع الأمير الشاعر عبدالله الفيصل " ، والدكتور كمال عمران : " استلهام الشعر في تجربة عبدالله الفيصل الإنسانية " ، والدكتور فوزي عيسى : " صورة الحب الطبيعية في شعر الأمير عبدالله الفيصل " ، والدكتور صلاح فضل : " قراءة في خطاب الشاعر الأمير عبدالله ( وحي الحرمان ) " ، والدكتور محي الدين محسب : شعرية صورة الحب عند عبدالله الفيصل " ، والدكتور عبدالملك مرتاض : " ثورة الشك أم ثورة اليقين " ؟ طفوح الشعرية ، وتجليات الذاتية لدى عبدالله الفيصل "، والدكتور عبدالسلام المسدي: شعرية عبدالله الفيصل بيـن (روحي الحرمان ) و( حديث القلب ) والدكتور جميل محمود مغربي : "رومانسية محروم " ، والدكتور محمد مفتاح : " الشعر وتناغم الكون في قصائد عبدالله الفيصل " والدكتور جريدي سليم المنصوري : " الظاهرة العرية عند الأمير عبدالله الفيصل "، والدكتور حسن بن فهد الهويمل : المسافة بين الوحي والحديث في شعر الفيصل "، والدكتور حسن الوراكلي : " تجليات الرؤية الإسلامية في شعر الأمير عبدالله الفيصل "
وورد في الكتاب شهادات قيمة من :" خطاب الرئيس شيراك في حفل تقديم اللوحة الألفينية لمدينة باريس إلى الأمير عبدالله الفيصل آل سعود .
كما أفرد الكتاب باباً بعنوان : " عبدالله الفيصل في عيونهم " وفي هذا الباب كتب الدكتور عبدالله محمد باشراحيل " مشاعر الأمير عبدالله الفيصل " ، وعبدالله الجفري : " شاعر أعطى للشجن نبرة " ، ويحيي توفيق حسن : " الأمير الإنسان والشاعر الرومانسي " ومنيرة العجلاني : " عبدالله الفيصل وشعره الفصيح" ، وسليم نصار : " أمير ثروته ... الحرمان " ، والدكتور منصر الحازمي : " عبدالله الفيصل شاعر الشباب" ، وعلى الرايفي : " عبدالله الفيصل " ، واللواء على زين العابدين : " عبدالله الفيصل " ، واسامه بن عبدالمجيد شبكشي : " هذا الطود الشامخ " ، وعم يوسف عبدربه : " بعض صفات الأمير " ، وعبدالوهاب أحمد بن عبدالواسع :" المحور الإداري والتنموي في حياة الأمير " ، والدكتور أحمد محمد علي : " الأمير عبدالله الفيصل واللبنات الأولى للنهضة التعليمية في المملكة ، والدكتور محمد حسن الفقي : " عبدالله الفيصل" ، والدكتور فريد ياسين القرشي : " عبدالله الفيصل الإنسان " ، والدكتور غازي القصيبي : " دموع المراهق وشعر المحروم " ، وعبدالقادر بن عبد الحي كمال : " حي العذاب اللي معه رفعة راس " وعبدالرحمن السليمان النانية :" تحية إلى الأمير " ، والدكتور محمد عبده يهاني : " هل هو وحي الحرمان".

كما تضمن الكتاب صوراً وثائقية ومناسبات عديده أرخت لحياة المبدع الامير الشاعر عبدالله الفيصل .

وفيما يلي الكملة التي قدمت بها الدكتور سعاد الصباح الكتاب :
تحية إلى رجل كبير :
       لو كانت الكتابة عن رجل ينحصر عطاؤه في ميدان واحد لكان ذلك هو الأمر الذي يسهل فيه القول وتنجو العبارة بمضمون يتفق والموصوف المراد تبيان إبداعه أو فضائله ولكن كيف يمكن لي أن اقدم لأسفارنا هذه المخصصة لتكريم رائد من رواد الثقافة العربية والمحتفى به متعدد العطاءات ومتنوع الاهتمامات ، غلى حد يجعلني في حيرة من الأمر كبيره كيف لا وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل سياسي حين تقارب تجربته في الشأن الإداري ، ومن موقعه : الأبن البكر للملك الكبير الشهيد فيصل بن عبدالعزيز ، تغمده الله بواسع رحمته . والأمير عبدالله الفيصل حين تقترب من الشعر يطالعك بالقصيد حزيناً ومعبراً عن حرمان توّجته العفة وسورتّه الطهارة ، فما كان حرمان العاجز لو شاء ، لقد طرق



الأمير المكرم أبواب الشعر على تمددها وصال فيها وجال شعراً عمودياً وشعراً شعبياً ، ليعبر عن نفس توافقه إلى بناء حلم الكلمات الجميلة ، والنوازع البشرية السامية .

لم يقتصر همة واهتمامه على السياسية والشعر ، فها نحن نقف معه على بساطة الرياضة الأخضر ، وقد شغله فأهتم كثيراً بالسعي لخلق جيل من الرياضيين الذي ينتقلون بالقوة والجسارة إلى مرتبة التفاني في سبيل رفع الراية الخضراء عالية في كل منتدى : خليجياً او عربياً كان أو عالمياً . وتشهد له في كل ما تقدم علامات يتركها على دروب العطاء لتميّز إبداعه وما قدم ولتجعله الإنسان المتعدد الإنجازات والتنوع الأصوات ، مبدعاً في كل منها وحيث كان له الخيار .
عرفت الأمير عبدالله الفيصل منذ سنين طويله ، ومازالت صورته اليوم في نفسي كما كانت بالمس : مشرق الابتسامة ، متواضع الحديث عن النفس حتى لتحسبه عن سواه يقول الكلام ولا يتصنعه .
وإذا كان الناس تعرف عنه الكثير من العطاء شعراً ومبادرات إنسانية وثقافية ورياضية ، فإن ما لا تعرفه هو الجزء الأكبر وهذه سمة النبيل إذا اعطى تفانى وزاد في صمته تاركاً للزمن والتاريخ أني ديوّن اسمه في سجل الخلود ، وها نحن هنا ، مجموعة مختاره من أهله واصدقائه ومريديه وعشاق إبداعاته على تنوعها ، نقف أمام الرجل الكبير لنلقى عليه تحية الإكبار ونزرع مع دعواتنا له أكاليل الزهر والغار مشيدين بما قدّم وما يقدّم ، آملين أن يقبل منا هذه التحية التي تسعى إلى الارتقاء إلى قامته العالية في دنيا الإنسان وفي عالم الثقافة العربية .



·                                                                                                      كتاب : " ضوء يشرق في المغرب " في تكريم عبدالكريم غلاب .

الكتاب أشرفت عليه وقدمت له الدكتورة سعاد الصباح وأعده وحرره الدكتور محمد يوسف نجم وتولى مهمة المدير التنفيذي فيه محمد خالد طاهر القطمه ، مدير عام الدار .

وتحت عنوان :"في عيون النقاد " وردت الموضوعات التالية : " ملحمة العلم والوطنية حول السيرة الذاتية عند عبدالكريم غلاب كتبها حسن بحراوي ، وكتب الدكتور رشيد بنحدو : " القاهرة تبوح بأسرها .. مغامرة قراءة ، والدكتور صبري حافظ : " العنصر الذاتي في الكتابة الأدبية وتكوين الوعي الوطني " ، والدكتور عبدالفتاح الحجمري : " هل كتب عبدالكريم غلاب سيرته الذاتية والدكتور فيصل دراج : " الرواية وحلم الإنسان النوعي " ، والدكتور إبراهيم السعافين : " أعمال غلاب في الروائية والتحولات الاجتماعية وعبدالقادر الشاوي : " المثقف والسيرة الذاتية ، والدكتور صلاح صالح :" عبدالكريم غلاب والأبعاد الكبر لتجربته الفنية ، والدكتور عبدالحميد عقار : " دفئاً الماضي " ، والدكتور نجيب العوفي : " رائد القصة القصيرة في المغرب " ، والدكتور عبدالرزاق عيد : " الكتابة من أجل الحياة .. الحياة من أجل الكتابة " والدكتور صلاح فضل : " عبدالكريم غلاب وشعرية السرد السير " ، والدكتور أحمد المديني : " دفئاً الماضي حفريات في تخلق جنس الدبي " ، وعبده وازن : " السجن تجربة وادياً ، والدكتور أحمد اليبوري ، غلاب والكتابة السردية .

أما عيون الأصدقاء " فقد رأت الأديب غلاب على النحو التالي :
الدكتورة ثريا برادة : " تحية الى الاستاذ عبدالكريم غلاب " ، والدكتور عبداللطيف بربي : شهادة حق في عبدالكريم غلاب : حضور أكاديمي فاعل " ، وأحمد عبدالسلام النقالي : " غلاب " ، والدكتور عبدالهادي التازي :" شهادة "


ومحمد التازي : " مع الاستاذ عبدالكريم غلاب " وخليفه محمد التليسي : شخصية عبدالكريم غلاب كما أعرفه ، والدكتورة فاطمة الجامعي : " عبدالكريم غلاب الصديق الوفي والأديب الطلائعي ، والسياسي المناضل " والدكتور مبارك ربيع " عبدالكريم غلاب سمات الوحدة والتعدد " ، وعبدالرحمن مجيد الربيعي : " إلى عبد الكريم غلاب تحية إعجاب وتقدير " وقاسم الزهيري : " جسر تواصل بين المشرق والمغرب " وأبوبكر القادري : " صور الالتزام في فكر عبدالكريم غلاب" والدكتور على القاسمي " صور الالتزام في فكر عبدالكريم غلاب " ، ومحمد مصطفى القباج " الثقافة والمثقفون من منظور عبدالكريم غلاب ، وأبو القاسم محمد كرو : " شهادة وتقدير " ، والدكتور عبدالرحيم مودن : " عبدالكريم غلاب نموذجاً ، ومحمد العربي المساري : " غلاب والانشغال بالهوية " ، ومحمد الميموني : " زمن المغرب .. زمن غلاب " .
وأفرد الكتاب جزءاً حيوياً من الماضي والحاضر بعنوان : " ذكريات وصور " .

وفيما يلي كلمة الحق الي قالتها صاحبة هذا المشروع التكريم الضخم الشاعرة الدكتورة سعاد محمد الصباح :

كلمة حق تقال ...
تُعرف الدول بعلمها الوطني كما تعرف المدن معلم يرمز إليها ويكون عنواناً لها . لندن نعرفها من ساعتها وباريس من برجها ونيويورك من تمثالها والقاهرة من أهراماتها ،، كذلك تعرف الدول أحياناً من أعلامها الثقافية : شعراء وكتاباَ ورسّامين ومثّالين ومؤرخين إبداعاً يعطي مختلف وجوه العطاء فيصبح هو الآخر عنواناً مضافاً للدولة أو البلد أو الوطن الذي منه جاءت هذه الموهبة أو فوق ترابه نشأت ونمت .



ولعلنا نقارب هذه الحقيقة حين نتحدث عن هذا الاديب المغربي المبدع : رواية وتاريخاً وقصة ونقداً ومفهوماً سياسياً .
عنيت استاذنا الكبير عبدالكريم غلاب والذي يصدق لو قلنا فيه أن يشكل عجينة أولى في كل المؤسسات والمجالات الفكرية والأدبية والإعلامية التي دخلا . عندما يكون هناك مؤتمر أول أو عمل تأسيسي لفعالية عربيه نجد عبدالكريم غلاب في الطليعة : مؤسساً وناشطاً ومكافحاً لا يهدأ .
في القاهرة يتعلم ويعلّم مع نضال وطني بدا خطواته الأولى فيما ضمته ونُخبة من المؤمنين بالعروبة الذين جمعتهم القاهرة الجامعة على اختلاف الانتساب القطري ، وفيها كان انطلاقة نحو الفعل القومي الكبير الذي عاشته أمتنا في تلك الحقبة الزاهية من تاريخها .
عندما يكون للثقافة صوت ، نسمع صوت عبدالكريم غلاب .
وعندما تُشهر للكفاح من أجل حرية الوطن سيوف نسع صليل سيف عربي اسمه عبدالكريم غلاب ، لحرية المغرب / الدولة كان يقاتل ، ولحرية المغرب العربي الكبير كان يدعو ، حتى تكون وحدة المغرب لبنة في قيام الوحدة العربية الكبرى ،. لم تفتّ في عزيمته المصائب ولا أبعدته عن ساحات النضال خناجر المستعمر وسموم التجائه والانفصال التي عصفت بالوطن ولا تزال تعصف ولد مغربياً ومناضل مغربياً ويبقى اليوم علماً عربياً في ميادين الشرف القومي .
       ولعل من جميل الصدف أن يكون "غلاّباً " في الاسم وغلاباً في المقارعة الشاقة من أجل وطن أكثر جمالاً وحرية وإشراقاً .
سيرته :
سيرة جيل يمشي عبر الجبال والأشواك وفوق الماء من أجل بناء وطن صغير يكبر بعروبته ، ومن أجل عروبة تكبر بأبنائها .
وعطاؤه في الثقافة يتنوع كما نضاله ، بين القصة والرواية والتوثيق وطرح المفاهيم الجديدة في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ والسياسة .


عشرات من الكتب في كل من هذه الفنون ، وغيرها ينتظر حتى يعطي صاحبنا كلمته في نشرها القريب .
عبدالكريم غلاّب : أيها الاستاذ الغارق في ثياب المقاتل والمبدع والمتسامح لك في هذا اليوم ، وهو يوم الوفاء العربي الذي اتشرف بحمل رايته عرفاناً وشكراً لرواد ثقافتنا العربية ، لك مني ايها السيد الذي تصافح عيناه بحر المغرب وتخفق رئته بنسائم المشرق لك التحية التي تستحق ان تسمعها عالية ، تجئ من أرض الكويت مضخمة بعطر العشرات من مريديدك ودارسيك وتلامذتك واصدقائك لتقول لك : شكراً أيها الرجل الكبير على ما أعطيت .

















كتاب : " غسان تويني " فـي تكريــم غسان توينـي

أشرف على هذا الكتاب التوثيقي المهم الدكتور سعاد الصباح

وفيما يلي الكملة التي قدمت بها الدكتور سعاد الصباح للكتاب:

عن "الأستاذ"
نحن في العام 1960 . . وها هي بيروت تمتد أمام عيني: جزيرة من اللؤلؤ الأخضر تقاربها زرقة لم يسبق لي أن عرفت مثيلاً لها، على امتداد الطيف.
صحيح أن كل البحار مكسوة بطبقة من هذا اللون ولكن زرقة البحر في بيروت كانت لوناً آخر، تحكي تجاعيده البيضاء عن ثورة فيه يعلنها الماء على اليابسة، دون أن يغرقها.
إلى هذه المدينة جئت للمرة الأولى بصحبة زوجي الشيخ عبد الله مبارك الصباح، والذي كان من أوائل من عانق بحر بيروت وجهه، هذا القادم مرات ومرات من أرض الكويت إلى لبنان، حيث يلتقي الرمل بالبحر في ثنائية الحياة الجميلة. 
ويبدو أن بيروت قررت خطفنا، لذلك فان دارتنا البحرية على الرملة البيضاء تحولت إلى منتدى ينضم إليه في كل عشية صوت جديد من أصوات السياسة والفكر والإعلام.
كانت بيروت تفور بالابداع في كل منحى: من التجارة إلى التعليم إلى العلم فالسياسة والصحافة والفنون. كانت بيروت تعمد روحها في بحر العطاء لتصبح، وفي أعوام قليلة، عاصمة عربية نادرة الملامح وشديدة التميز فيما بدا لي يومها أن جنّـيّه البحر قد غرقت في روحها فأعطتها زاد التفرد وشكل الأيقونة.


كان  لبنان يخرج من محنة، سرعان، سرعان ما تعلمنا معها أن هذا المولود الخارق الإرادة قادر على كسر رخامة القبر.
وتمر الأيام، سنوات عجاف هي وسنوات رخاء وهناء هي، ويظل لبنان نشيداً عالياً في حنجرة زمانه.
بعض هذا النشيد وأعظم ما فيه، هيبة العقل. وبعض هذه الهيبة كانت الجامعات والكليات والمؤسسات وفي طليعتها صحافة تؤكد للبنان أولاً حقه في حياة أفضل وتؤكد للعالم أن هذا المولود قد عبر تجربة البقاء الإغريقية، فبقي حياً رغم ثلوج القمم، لم تفتك به العاصفة ولن يقتله الإعصار.
في هذا البلد تعرفت إلى أول دروس الحق والخير والجمال: فكراً في حالة صراع دائم، وحيوية لا تهدأ في السعي من أجل بناء وطن وإنسان. وفي هذه المعركة التي لم تنته ولن تنتهي، كانت الصحافة اللبنانية مسرحاً ملتهباً للكلمة، بالحوار تقول وله تدعو، حتى وإن اختلفت اللغة، سمواً وهبوطاً. وفي هذا المصهر، قرأت "غسان تويني" لسنين وما زلت أفعل. وكنت دائماً أعجب من أمرين: التزام بالأسس فلا خروج عن معتقد ولو بعد خمسة بل ستة وأربعين من الأعوام.
هذا أولاً:
الثاني: هذا الثراء اللغوي، يكسره حين يشاء دون أن تملك حق محاكمته.
غسان تويني: الإنسان الخارج عن كل القوانين هو هذا الذي عرفناه بالأمس، ونعرفه اليوم أكثر، وغداً أكثر وأكثر.

غسان تويني هذا المعجون بالثورة، ولو على نفسه، وبالحرية ولو ذبحته، وبالديمقراطية ولو أمسك بها بماء العين.
غسان تويني الذي يقرأه عشرات الألوف كلما كتب ويعرفه قارئوه فيحبونه بالاتفاق أو بالاختلاف مع صوته.
غسان تويني هذا صانع صحافة يحق له فيها أن يدعي إمامة الكلمة الجديدة، الكلمة – النار، الكلمة – الطريق . .
الكلمة الباقية على مر الأيام والسنين والأزمنة التي يؤرخ لها وتؤرخ حضورها.   
غسان تويني "الأستاذ" الذي استحق لقبه بالممارسة وبالعمل هو من يستضيفنا في هذا الكتاب، إذ نستضيفه، لنصبح كلنا ضيوفاً على لبنان – الكلمة الحق – التي تزهو بمبادئها وتكبر في وجه كل من يحاول وأدها، وتنتصر على الشر بخيرها المتولد من نارها.
إلى " الأستاذ " هذا الكتاب من مؤمنة بالله وبالكتاب وبالحرية وبالكلمة المقاتلة في سبيل الحق والمعرفة والإنسان.



وقد انطوى هذا الكتاب الضخم على مجموعة فصول بدأت بالأبحاث والتي قدم فيها لطيف زيتوني " البراغماتية في مقالات غسان تويني "، وفارس ساسين " فتنة الكتابة وإعجازه .. غسان تويني مؤلفا " ، وادمون صعب " وصية غسان تويني .. المستحق وحده يدخل التاريخ " ، ومسعود ضاهر " دور النهار وأثرها في الصحافة المقيمة والمهاجرة " ود. فكتور الكك " غسان تويني .. صحافيا .. مفكرا رؤيويا وإنسانا متعاليا "
.. ثم ينتقل الكتاب الى من يتذكرون فيفرد صفحاته إلى طلال بن عبدالعزيز آل سعود ليكتب : غسان تويني كما عرفته ، ومكرم محمد أحمد : شمس النهار، وعبدالله بشارة : غسان تويني هازم الأحزان عاشق الأوطان ، وسحر بعاصيري : كبير المراسلين رئيس التحرير الميداني ، ومحمد البعلبكي: من السجن إلى الحكم، ورلى بيضون : غسان تويني المحرك، وعادل حمودة : نهر الأحزان لايجف، وراجح الخوري : الدم الأزرق زوم الحياة ، والياس الديري: غساتن تويني " مفرد في صيغة الجمع " ، صلاح ستيتة : الفرنسية لغة القلب ، وسلامة أحمد سلامة : دولة النهار ، وليلى شرف : غسان تويني والمقال السياسي ، وعبدالرحمن الصلح : غسان تويني من المدرسة إلى السياسة ، ود. عصمت عبدالمجيد : ذكريات عن الأمم المتحدة مع الأخ السفير غسان تويني، وزهير عسيران : عن زميل كبير، ومحسن العيني : غسان تويني .. نظرة إلى عالم عربي أفضل ، وعلي غندور : غسان تويني الصديق الأعز ، وهاني فحص : غسان تويني القامة القيمة ولبنان الذي يسهر في النهار ، والسيد محمد حسن فضل الله : غسان تويني القيمة فضيلة ، وكلوفيس مقصود : غسان تويني الحزين المبتسم ، والبطريريك أغناطيوس الرابع هزيم : إنسان الأحمال
ثم ينتقل الكتاب الى فصل : غسان تويني دنياه صور وذكريات  .. من المحطات ورجل الحريات القومي الارثوذوكسي إلى ماهو أقوى من الاغتيال الاقتصادي وصولا إلى نهار الأحد والشاهد على عصره والعائلة التوينية
وينتقل الكتاب الى فصل عن اعمال غسان تويني و فصل عن سيرته الشخصية، ثم فصل أخير يستعرض المساهمون في هذا الكتاب الضخم







عابر المجرات صالح محمد العجيري .. عميد علم الفلك

 صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ضمن سلسلة " يوم الوفاء " التي تحتفي برموز العلم والثقافة والأدب في الكويت والوطن العربي  (عابر المجرات صالح العجيري .. عميد علم الفلك )..  أشرفت عليه د. سعاد الصباح وشارك فيه نخبه من الكتاب والمثقفين ، وجاء في 324 صفحة من القطع الكبير .. وفي تقديم للكتاب تقول د. سعاد الصباح: عندما تضع التقارير الإخبارية التي تتناول الكويت صور: البحر، الأبراج، مجلس الأمة، قصر السيف، برج الاتصالات، كمعالم عن الكويت . . تغفل أن تضع صورة هذا الرجل . . النادر كمعلم مهم من معالم الكويت. . تتمثل في وجهه وصورته وحضوره طيبة أرض الكويت، وبساطة أهلها، وتآلف قلوبها . .
وإن لم تفعل التقارير الإخبارية ذلك، فإن تقارير التاريخ حتماً . . ستضع د. صالح العجيري في قائمة من صنعوا تاريخها الرائع الناصع. وعندما كان الكويتيـون. . يختارون إما البـر أو البحـر . . لكسب الرزق، اختار د. صالح جهة ثالثة هي" السماء" . . فكأنه منذ البداية جعل علوم السماء . . تمهيداً لمعرفة علوم الأرض . وما أنبل وأجمل وأروع أن تتعامل مع السماء . . مع غيمها، مطرها، نجومها، ليلها، هوائها . . عواصفها، ورعودها ، فكأن العجيري الذي شكلته طينة الكويت . . كان للسماء أيضاً دور في تشكيل قلبه. . فتميز بما يميز العلماء . . من نقاء فطري، طهارة نفس، وروح مُحبَّة للجميع . . زاد على ذلك جمال حديثه، وفكاهة فكرته، وحضور بديهته ، وما هذا التكريم إلا محاولة للتعبير عن الامتنان تجاه رجل كان دوماً ضيفاً على كل بيت ، فهو بشارة كل عيد .
علما من أعلام الكويت
وعن الكتاب يقول د. يعقوب الغنيم :" تحسن دار سعاد الصباح كثيراً حين تُصدر بين آونة وأخرى كتباً تتناول فيها السيرة الذاتية لبعض البارزين من أبناء الكويت في مجال الثقافة العامة. فقد أصدرت قبل ذلك كتاباً تناولت فيه سيرة الأستاذ الفاضل عبد العزيز حسين وأنشطته الثقافية والسياسية. وها هي الآن توالي جهودها في هذا المضمار فتصدر كتاباً جديداً يتناول – في هذه المرة – نشأة ومسيرة وأعمال الفلكي الكبير الدكتور صالح محمد العجيري.
والدكتور العجيري يمثل للكويت علما من الأعلام المهمة ليس في مجال الفلك وحده وإن كان مشهوراً بتملكه ناصية هذا العلم ومشهوراً بمعرفته العميقة لها في الكويت وفي خارجها، ولكنه عَلَمٌ في مجالات أخرى سوف يكون مجالها الكتاب الذي بين يدي. فسوف يجد فيه القاريء كثيراً مما يريد أن يعرفه عن أبي محمد وعن أنشطته المتعددة وثقافته العالية.
لا أحد في الكويت ليست له معرفة بهذا الرجل، فهو كما قال الأولون نار على علم. نَعْرفه منذ سنين طويلة حين بدأ بإصدار تقويم العجيري الذي تطور وصارت له ملحقات مهمة لا يستغني عنها التاجر أو الأديب الكاتب.
معنى التسامي
وفي كلمته يقول د. محمد الرميحي : عرفت الدكتور صالح منذ زمن ، فهو احد اركان رواد ديون السيد برجس البرجس في الشويخ الذي يضم نخبة متميزة من المواطنين، كل سبت تلتئم المجموعة و يكون مركزها – ان صح التعبير- اثنان صالح العجيري اطال الله في عمره و عقاب الخطيب اطال الله في عمره.الاثنان عملا في بداية نهضة الكويت اي اكثر من ستين عاما في التدريس و تخرج على كثير من الاحيان
وقد تعودت في السنوات الاخيرة ان اخذ الدكتور صالح الى بعض محاضراتي في الجامعة من اجل ان يطلع الطلاب والطالبات على هذه القامة الوطنية المتميزة، ودائما يأتي بجديد، ويقوم وهو في هذا السن متعه الله بالتحضير للمحاضرة وجلب ادواتها من وثائق، فهو مخزون لا ينضب للتاريخ الشفوي الحديث والمعاصر لما مر بالكويت من احداث. له معرفة واسعة بأهل الكويت و من النادر ان تسأله سؤال عن شخص او عائلة او حدث إلا ويذكر لك مع الإجابة التفاصيل الدقيقة.
ويقول رضا الفيلي: عرف د صالح العجيري بسمو خلقه وإخلاصه ووفائه لأسرته وأصدقائه، بشدة وقد كنتُ محظوظاً أن أتعرف على صالح العجيري الذائع الصيت في مناسبة ذهبية عام 1957 في مدرسة صلاح الدين النموذجية في المرقاب
ومنذ ذلك العام استمرت الصداقة بيننا حتى عملت في الإذاعة عام1959 والتلفزيون 1961 وعرفت من خلاله العديد من المعلومات التاريخية عن التعليم وتطور المجتمع والشخصيات الكويتية.
وقد توطدت علاقتنا بمرور الزمن، ففي نهاية السبعينيات من القرن العشرين وكنتُ آنذاك وكيلاً مساعداً لشئون التلفزيون ارتبطت وإياه بصحبة معتبراً نفسي ابناً وأخاً له حيث كان يتردد على مبنى التلفزيون للالتقاء بجيله من الفنانين.
ودرج ديوان البرجس منذ سنوات، وبحس إعلامي من صاحبه، أن يتم التقاط صورة تذكارية كل عام في شهر رمضان، لرواد الديوان وتوثيق تلك اللحظة التاريخية. وبمناسبة بلوغ العجيري عامه الرابع والتسعين ـ أطال الله في عمره ـ احتفى به رفاقه في ديوان البرجس.
محبا للحياة والوطن
ويكتب انور الياسين: بدأت علاقتي بالإنسان الكبير الفلكي الدكتور صالح محمد العجيري في لندن أبريل 1991، حيث تشرفت بمعرفته عن قرب ودولة الكويت في الأيام الأولي من التحرير بعد احتلال وعدوان غاشم من النظام الصدامي(أغسطس1990 – فبراير 1991) حيث كان الدكتور العجيري، يقضي عطلته الصيفية مع أسرته كحال الكثيرين من أهل الكويت .
ومنها بدأت معرفتي اللصيقة به أكثر وأكثر.. حيث تعلمت منه الكثير، فهو الإنسان المحب للحياة والوطن، وأهله وأصدقاءه، ومريدينه
لم يكن الدكتور العجيري الإ أبنا بار للكويت بما قدم وما أعطى ولا يزال، ولذا فقد أستحق هذا الحب الكبير من الجميع وعلى مختلف المستويات والذي تجسد في منحة الجوائز ومئات الدروع التذكارية والشهادات التقديرية التي تحيط بمجلسه في قاعة الاستقبال بمنزله التي يحب الجلوس فيها ويستقبل أصدقاءه، بحيث أصبحت مكتبته الخاصة وهي جزءاً لا يتجزأ من حياته محاطاً بكتبه وصوره التذكارية وأجهزة الرصد الفلكي وأهله ومحبيه.
ويقول برجس البرجس : معرفتي به تعود الى عام 1952 عندما ترافقنا سوياً برحلة في القطار من البصرة الى بغداد . في تلك الرحلة إقتربت من شخصية الأخ صالح العجيري بكل مافيها من حب لتلك المرحلة والمعاشرة اللطيفة التي يتمتع بها والفضول العلمي الذي يلازمه في حياته اليومية .
كبرت العلاقة بيننا مع مرور وتوالي الأيام والسنين ونمت مع تطور الأحداث وتقلباتها إلى الأن أصبحت كعلاقة الجسد بالروح، إذا أصيبت بألم في النفس تداعي لها بقية الأعضاء .
المسار الذي سلكه في حياته الوظيفية وأهتماماته الفلكية كان حديث أبناء جيلنا الذي كان يرصد خطواته الأولي في القراءة وتساؤلاته عن الظواهر الطبيعية وقراءاته التي تسنت له ، عرفتة عصامياً ومكافحاً وفية صفات الشهامة والوفاء. وما يميز سيرته انه شخصية محببة الى كل من يلتقيه ، وهذه سمة ينفرد بها يوزعها علي الأصحاب والأصدقاء دون أن يتبدل منذ أن كان و لم تنقطع العلاقة بيننا حتي كبرنا سوياً وهو من رواد ديواننا في منطقة الشويخ السكنية وأحد الوجوه التي لاتفارق روادها فهو جليس المجلس وأنيسه
توثيق للفلكي الكبير
ويقول د . داود مساعد الصالح: قبل الحديث عن علاقتي بالدكتور صالح العجيري لابد أولا من تقديم الشكر للدكتورة سعاد الصباح التي اهتمت بتوثيق حياة وإنتاج الفلكي الكبير من خلال هذا الكتاب، والشكر ثانياً لاهتمامها بالعلماء والشعراء والأدباء الكويتيين والعرب حيث اصدرت العديد من كتبهم، والشكر لإنتاجها وشعرها وتأليفها نثراُ و شعراً .
ففي عهــدنا هـــذا رغم المشاكل الإقليمية والسياسية والإدارية فقد برزت د. سعاد الصباح للطباعة والنشر دار رصينة منفتحة ونشطه في العالم العربي فلها الشكر والتقدير لإصداراتها ولها الشكر والتقدير في إصدار هذا الكتاب عن حياة وانتاج وأصدقاء د. صالح العجيري .
عوده لصالح فمن الصعب الكتابة عن د. صالح العجيري فهو لديه ذاكرة قويه لهذا من الافضل ان " تحوم حول الحمى " لأن الدخول في تفاصيل اعمال أو أنشطته وفقا عن العلمية او عمليه نجده سباقاً لمعرفه التواريخ والمواقع والتفاصيل " كيف يفني ومالك في المدينة "
ويكتب مشاري الجاسم : د صالح العجيري لا مثيل له في عالم الفلك في الكويت والمنطقة وقد تعلم بدأب وجلد حتي وصل إلى هذه المكانة الكبيرة التي يستحقها، وهو من الشخصيات المرموقة في الكويت والعالم العربي، ويتميز بالعالم الوفير والتواضع الجم، ورغم وصوله إلى مكانة مرموقة وأصبح محط وسائل الإعلام طوال العالم إلا أن أهم ما يميز صالح العجيري أن ظل هو نفسه الكويتي القديم فلم يتبدل ولم يتكبر ولم تغييره الأيام ولا المكانة التي وصل إليها، ولا يستحق العجيري كتابا واحدا وإنما عشرات الكتب.
ويقول خالد العيسى: العجيري رجل حسن السمعة والسيرة ويتميز بالتواضع الجم وهو موسوعي الثقافة وخاصة ما يتعلق بعلم الفلك وتاريخ الكويت وما جاورها، فما من سؤال يوجه له إلا وتجد الإجابة عنده حاضرة بالأرقام والاحداث والتواريخ الدقيقة، وهو مفخرة للكويت والمنطقة فهو عالم عصامي حيث علم نفسه بنفسه بكل دأب وجهد واستحق الكثير من التقدير والتكريم مثل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عن جدارة واستحقاق، وإن كانت شهادتي في العجيري مجروحة فالعالم كله يشهد لهذا العالم الجليل.
أبا مختلفا
ويقول جمال صالح العجيري : نشأنا لنكتشف أن أبانا مختلف عن غيره من الآباء الآخرين، كان بعض هؤلاء الأباء يذهب إلى البحر والبعض الأخر يقضي اوقاته بين الرفاق في الديوانية، وهناك من يذهب إلى البر، لكننا منذ نعومة أظفارنا كنا نجد أبانا صالح العجيري جالسا بصفة دائمة على مكتبه منهمكا من قمة رأسه إلى إخمص قدمه في علم الفلك وسط أوراقه وحساباته ليعد تقويم السنة القادمة.
في هذه الأجواء كبرنا واكتشفنا أن صالح العجيري علم من أعلام الكويت ذلك المجتمع الصغير، عرفنا أنه موجود في كل بيت من خلال تقويمه وتنبؤاته الفلكية التي لا تخيب والتي ينتظرها الجميع.
التقويم عند غالبية الناس مجرد ورق لمعرفة التواريخ والمواقيت، مجرد ورقة يقوم بقطعها في اليوم التالي، لكن ما لا يعرفه الكثيرون وما عاصرناه نحن منذ كنا أطفالا أن وراء تقويم العجيري قصة من العمل الجاد الدؤوب وإخلاص بلا حدود، كنا نشاهد حجم المعاناة والجهد والسهر والبحث الدقيق الذي يبذله ابي من أجل أن يظهر هذا التقويم الدقيق الذي دخل كل بيت.
وتكتب داليا سعيد الملا : بابا صالح هكذا أنادي جدي صالح العجيري منذ نطقت حروفي الأولي، أنا حفيدته الأولي من أبنته الوحيدة، لم أر جدي من جهة والدي وولدت لدي جد واحد هو صالح العجيري، في سنوات الطفولة المبكرة لم أكن أعرف أن جدي عالم فلك يتمتع بكل هذه المكانة المرموقة، لذا تعرفت على الجانب الإنساني منه أولا، كان طيبا وحنونا إلى أبعد الحدود
في فترة المدرسة اكتشفت لأول مرة من هو بابا صالح، طلبت المعلمة السورية منا إحضار أشياء عن التقاويم، أحضرت كل طالبة شيئا بسيطا ولكني أحضرت الكثير من الأشياء اللافتة للنظر على عكس زميلاتي، يومها سألتني المعلمة من اين أتيت بهذه الأشياء؟ وقلت لها من بيت جدي، فسألتني:من جدك؟ وعندما قالت بابا صالح العجيري، جاءت عبارات الإشادة والإعجاب به تثير سعادتي



  
وهكذا نجد أن الدار لم تكن مجرد مركز نشر يسطر الفكر على ورق الإصدارات، بل كانت المعادلة التي تطمح إليها الدار في كيف تكون كفتا الفكر متوازنتان بين المعرفة والإنسانية، حيث الثقافة وحدها تظل حروفاً ليس إلا، أما وأن نضفي عليها الجانب الإنساني فتتحول إلى كائن يتنفس هواء الخلود .


(يتبع..)