طبعة جديدة ونادرة في 750 صفحة
سعاد
الصباح: العمل يوفر قراءة للنتاج الفكري
لدى بلاد فارس
جمال
الغيطاني: من لم يطلع على الشاهنامة
فإحاطته بالأدب الإنساني ناقصة
صدر
عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع طبعة مميزة من إحدى أهم ملاحم الأدب
العالمي وهي "الشاهنامة" التي تعد ملحمة الفرس الكبرى لأبي القاسم
الفردوسي، وجاءت في طباعة عصرية مميزة، وذلك ترسيخاً لمبدأ الدار في سبر أغوار
الثقافات العالمية بلغاتها كافة وقراءة فكر الشعوب وإنجازاتها الأدبية والجنوح نحو
الانفتاح على الآخر لاقتباس الحكمة أنى نبتت.
وقد
أشارت د.سعاد الصباح في تقديمها للكتاب إلى أن الأدب العالمي يضج بملاحم وأساطير
أثرت الأدب الإنساني واستدرجت قرّاءها إلى عالم يمزج بين الحقيقة والخيال، مشيرة
إلى أن هذا العمل يوفر قراءة جيدة للنتاج الفكري لدى بلاد فارس، حيث تذوب في
الملحمة حواجز المعقول واللامعقول عبر أبطال يتحركون في مسرح العقل البشر بضياغة
ملفتة.
يذكر
أن الشاعرة د.سعاد الصباح حرصت منذ افتتاحها دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع على
إعادة إحياء كنوز الفكر والأدب والثقافة سواء كانت من التراث العربي أم العالمي
على اختلاف عصورها قديماً أو حديثاً، وهو ما يعكس الشخصية الثقافية التي تتوق
دائماً إلى تقديم ما هو مفيد وممتع وجاذب للمتلقي على امتداد الرقعة الجغرافية
العربية شرقاً وغرباً.
الشاهنامة ملحمة
شعرية وطنية لبلاد فارس، وتعني (كتاب الملوك) أو (ملحمة الملوك)، وهي من تأليف أبي القاسم منصور الفردوسي الخرساني الطوسي حوالي
سنة 1000م، وقد ترجمها إلى العربية الفتح بن علي البنداري في القرن
السابع الهجري، وقارنها بالأصل الفارسي وأكمل ترجمتها في مواضع وصححها وعلّق عليها
وقدّم لها د.عبدالوهاب عزام في العشرينيات من القرن العشرين، وصمم غلافها في
الطباعة الأخيرة عبدالله سالم، وأشرف على إصدارها علي المسعودي، بعد أن كان
الإشراف في الطبعة السابقة لهيئة المستشارين: أ.إبراهيم فريح ود.جابر عصفور
وأ.جمال غيطاني ود.حسن الإبراهيم وأ.حلمي التوني ود.خلدون النقيب ود.سعدالدين
إبراهيم ود.سمير سرحان ود.عدنان شهاب الدين ود.محمد نور فرحات وأ.يوسف القعيد.
وكان أ.جمال
الغيطاني كتب مقدمة أشار فيها إلى أن من لم يطلع على الشاهنامة فإن إحاطته بالأدب
الإنساني تظل ناقصة، موجهاً شكره الكبير للدكتورة سعاد الصباح على إعادة طباعة هذا
الكتاب بعدما نفدت نسخه بشكل شبه تام، وذلك من خلال الخطة التي وضعتها دار سعاد
الصباح لنشر أهم آثار التراث الأدبي العربي والشرقي، وبخاصة تلك النصوص العظمى
التي يقل الإقبال على نشرها.
ونقل
الغيطاني عن د.عبدالوهاب عزام مقتطفات من كلمته التي ألقاها أمام قبر الفردوسي في
العام 1934 خلال الاحتفال الألفي لمولده، واستعرض فيها حضور العرب والروم والهنود
في الشاهنامة. وأكدّ أن هذا الكتاب يحتوي على نص عظيم فريد.
يوضح
د.عبدالوهاب عزام في تقديمه للشاهنامة أنه لم يكن يعلم بوجود نسخة مترجمة لها حتى
قرأ ذلك في ترجمة الإلياذة لسليمان البستاني فطار فرحاً وسافر إلى كمبريدج في
بريطانيا للاطلاع على النسخة الموجودة هناك، وقد قام بإجراء مقارنة بين خمس نسخ
مترجمة إلى لغات أخرى، وذكر وصفاً مستفيضاً للترتيب المتبع فيها، وطريقته في
المراجعة والمقارنة بالنص الأصلي والنصوص المترجمة وآلية عمله وتعليقاته وإضافاته
ورموزه عموماً، مُسدياً الشكر إلى من ساعدوه في هذا الجهد العريض.
تشكل
هذه الملحمة أهمية كبيرة لدى الفرس، ويستشعر
القارئ في ثناياها الأحداث في المسرح السحري للعقل، حيث إنه مبني بشكل رئيسي على
نسخة نثرية سابقة، جمعت القصص الإيرانية القديمة والحقائق والخرافات التاريخية.
وقد
استمر الفرس أكثر
من ألف عام في قراءة هذا العمل من تاريخ إيران على
شكل شعر، وبقيت هذه الملحمة مفهومة وجاذبة لدى القارئ حديثاً.
طُبعت
ملحمة الشاهنامة باللغة العربية في دار الكتب المصرية في العام 1932م، ثم قامت
د.سعاد الصباح بما عرف عنها من ميل إلى الثقافة والفكر على اختلاف مشاربهما بتوجيه
دار سعاد الصباح إلى إعادة طباعة الشاهنامة في العام 1993م، ومجدداً النسخة
الحالية في العام 2014م، والتي تقع في كتاب من القطع الكبير بمجلد واحد يجمع جزأين
مقسّمَين إلى أربعة أقسام هي (البيشداديون – الكيانيون – ملوك الطوائف –
الساسانيون)، وفي كل قسم ما فيه من الأبواب والأخبار والقصّ، وذلك بما يزيد على
750 صفحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق