كتاب تذكاري في جزأين من اصدارات دار سعاد الصباح |
الشيخ مبارك عبدالله المبارك يمثل د. سعاد الصباح في التكريم |
الشيخ مبارك عبدالله المبارك يهدي غلاب نسخة من الكتاب |
كلمة حق تقال . .
تُعرف الدول بعلمها الوطني كما تًعرف المدن بمعلم يرمز إليها ويكون عنواناً لها. لندن نعرفها من ساعتها وباريس من برجها ونيويورك من تمثالها والقاهرة من أهراماتها. . كذلك تعرف الدول أحياناً من أعلامها الثقافية: شعراء وكتّاباً ورسّامين ومثّالين ومؤرخين، إبداعاً يعطي في مختلف وجوه العطاء فيصبح هو الآخر عنواناً مضافاً للدولة أو البلد أو الوطن الذي منه جاءت هذه الموهبة أو فوق ترابه نشأت ونمت.
ولعلّنا نقارب هذه الحقيقة حين نتحدّث عن هذا الأديب المغربي المبدع: رواية وتاريخاً وقصة ونقداً ومفهوماً سياسياً .
عنيت أستاذنا الكبير عبدالكريم غلاّب الذي يصدق لو قلنا فيه أنه يشكّل عجينة أولى في كل المؤسسات والمجالات الفكرية والأدبية والإعلامية التي دخلها. عندما يكون هناك مؤتمر أول أو عمل تأسيسي لفعالية قومية عربية نجد عبدالكريم غلاّب في الطليعة: مؤسساً وناشطاً ومكافحاً لا يهدأ.
في القاهرة يتعلّم ويعلّم مع نضال وطني بدأ خطواته الأولى فيها ضمته ونُخبة من المؤمنين بالعروبة الذين جمعتهم القاهرة الجامعة على اختلاف الانتساب القطري . وفيها كان انطلاقه نحو الفعل القومي الكبير الذي عاشته أمتنا في تلك الحقبة الزاهية من تاريخها.
عندما يكون للثقافة صوت، تسمع صوت عبدالكريم غلاب.
وعندما تُشهر للكفاح من أجل حرية الوطن سيوف، تسمع صليل سيف عربي اسمه عبد الكريم غلاب. لحرية المغرب/الدولة كان يقاتل، ولحرية المغرب العربي الكبير كان يدعو، حتى تكون وحدة هذا المغرب لبنة في قيام الوحدة العربية الكبرى. لم تفتّ في عزيمته المصائب ولاأبعدته عن ساحات النضال خناجر المستعمر وسموم التجزئة والانفصال التي عصفت بالوطن ولا تزال تعصف. ولد مغربياً وناضل مغربياً ويبقى اليوم علماً عربياً في ميادين الشرف القومي.
ولعلّ من جميل الصدف أن يكون "غلاَّباً" في الاسم وغلاّباً في المقارعة الشاقة من أجل وطن أكثر جمالاً وحرية وإشراقاً.
سيرته سيرة جيل يمشي عبر الجبال والأشواك وفوق الماء من أجل بناء وطن صغير يكبر بعروبته، ومن أجل عروبة تكبر بأبنائها.
وعطاؤه في الثقافة يتنوّع، كما نضاله، بين القصة والرواية والتوثيق وطرح المفاهيم الجديدة في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ والسياسة.
عشرات من الكتب في كل من هذه الفنون، وغيرها ينتظر حتى يعطي صاحبنا كلمته في نشرها القريب.
عبد الكريم غلاّب: أيها الأستاذ الغارق في ثياب المقاتل والمبدع والمتسامح ، لك في هذا اليوم، وهو يوم الوفاء العربي الذي أتشرف بحمل رايته عرفاناً وشكراً لرواد ثقافتنا العربية، لك مني أيها السيد الذي تصافح عيناه بحر المغرب وتخفق رئته بنسائم المشرق، لك التحية التي تستحق أن تسمعها عالية، تجيء من أرض الكويت، مضمخة بعطر العشرات من مريديك ودارسيك وتلامذتك وأصدقائك لتقول لك : شكراً أيها الرجل الكبير على ما أعطيت . . .
وللمزيد نرنو حتى تورق الأشجار دائماً بعطاء المبدعين وبوفاء الأوفياء.
د. سعاد محمد الصباح
مقال كتبته د.سعاد الصباح كتقديم لكتاب: (عبدالكريم غلاب.. ضوء من المشرق)
الصادر عن دار سعاد الصباح عام 2003
بمناسبة التكريم الذي قامت به د. سعاد للأديب المغربي في يوم الوفاء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق