من إعداد الباحث باسم اللوغاني وتقديم د. سعاد الصباح
صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وبالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية
كتاب حمل عنوان " الشيخ مبارك الصباح.. مجموعة من الوثائق والرسائل"
جمعها وعلق عليها الباحث باسم عيسى اللوغاني وكتبت مقدمتها د. سعاد محمد الصباح
وجاء الاصدار في اكثر من 400 صفحة من القطع المتوسط واحتوى عشرات الرسائل والوثائق
الخاصة والنادرة من فترة حكم الشيخ مبارك الصباح بين عامي 1899 و1915 م
وكتبت د. سعاد محمد الصباح في تصديرها للكتاب:
في مثل هذه الأيام تمر 100 عام على رحيل الشيخ مبارك الصباح مؤسس الكويت
الحديثة، وهي ذكرى غالية نستذكر فيها تلك العواصف العاتية التي هبت على الكويت من
كل اتجاه، وقد استطاع الرجل ان يصل بالكويت الى بر الأمان في مرحلة مهمة من مراحل
تاريخ الكويت كانت مليئة بالأحداث الكبيرة والتحولات العظيمة والأسرار التي تنتظر
الكشف والتفاصيل التي تحتم القراءة والدراسة والبحث، فرغم كل ماكتب ونشر مازال
هناك الكثير
واضافت:
كان على الشيخ مبارك أن يدير دفة سفينة الحكم في الكويت وسط أنواء مضطربة ومتغيرة، وكان عليه أن يقيم الصلة مع كل طرف حسب مصالح بلاده فمن ناحية حافظ على صلته بالدولة العثمانية باعتبارها رمز الخلافة الإسلامية واستخدم هذه الصلة حماية مصالح الكويتيين واملاك اسرة ال صباح في منطقة الفاو، ولحماية سفن تجار الكويت في موانئ الخليج التي كانت تسيطر عليها السلطات العثمانية، ومن ناحية ثانية أقام صلة وثيقة بالحكومة البريطانية باعتبارها الدولة الأكثر نفوذا وسيطرة في الخليج، وذلك لحماية بلاده من غيلة التدخل العثماني، ومن ناحية ثالثة استقبل مندوبي الدول الأوربية الكبرى واستمع إلى مايعرضونه عليه من وعود وكان حريصا على إبلاغ السلطات الإنجليزية بهذه العروض لكي يعطيهم الانطباع بأنه ليس أسيرا للديبلوماسية الانجليزية ، وأن لديه بدائل يمكن استخدامها في اوقات الضرورة لذلك وصفه المؤرخ بريتون كوبر بشو بأنه "ديبلوماسي بارع".
من جهته كتب المؤلف باسم اللوغاني في تقديمه للكتاب:
لقد ترك الشيخ مبارك من خلفه إرثا تاريخيا ضخما لا يقدر بثمن، واقصد بذلك ما خلّفه من وثائق ورسائل ومستندات حفظت بالأرشيف البريطاني والأرشيف العثماني والأرشيف الفرنسي وغير ذلك. إنني، واعتقد أيضا غيري من المهتمين بتاريخ الكويت، أجد متعة كبيرة في قراءة هذه الوثائق التاريخية التي تضم أفكار حاكم البلاد وتحركاته، ونشاطاته، ومواقفه تجاه التهديدات، والتطورات في بلاده والمنطقة المحيطة به. ولا يمكن مقارنة ما ورد في هذه الوثائق من معلومات بما كتبه السابقون حول تاريخ الكويت، إذ أنها معلومات أكيدة كتبها الكاتبون الذين يعملون في خدمته بأوامر مباشرة منه، فلا شك في أنها أفكار الحاكم، ومواقفه الأكيدة تجاه ما يجري من أحداث، بينما ما ورد في كتب التاريخ كان تحليلا شخصيا، او نقلا عن مصادر شفهية، او مصادر مطبوعة، وهو جهد لا اقلل من شأنه، بل اثني عليه وعلى من قام به، ولكنه عند مقارنته بوثائق رسمية لا يجوز ترجيحه عليها او الاستناد الى غيره وتجاهله.
لقد قضيت عدة سنوات وأنا اجمع هذه الوثائق التي كنت أسعى للحصول عليها من المكتبة البريطانية في مدينة لندن، وكنت أعود من السفر تغمرني السعادة من شدة الفرح بما عثرت عليه من هذه الوثائق التي لم ينشر العديد منها. وكنت اقضي الساعات الطوال في فك الخطوط وقراءة المحتوى لمعرفة ما وردفيها
من معلومات لذلك يأتي هذا الكتاب ليضم مجموعة من الوثائق والرسائل التي تحتاج الى تحليل وشرح وتبسيط، وهي مهمة نتركها للباحثين لعلهم يقدمون لنا شيئا قيما يثري مكتبتنا التاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق